تواجه الدول العربية بشكل عام نقصاً حاداً في موارد المياه الطبيعية؛ بحكم ظروفها الجغرافية، والجيولوجية، والمناخية، وحيث أن المياه من أكثر الموارد الطبيعية التي تقوم عليها جهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ويعتبر شح المياه من أبرز معوقات ً التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ويزداد الأمر سوءا بزيادة تكاليف الحصول على الماء من المصادر غير التقليدية، والنمو السكاني السريع الذي يؤدي إلى زيادة الطلب على المياه لجميع الأغراض، فضلاً عن ارتفاع تكاليف البنية التحتية. تبنت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أهداف التنمية المستدامة للقضاء على الفقر وصون الأرض وتحسين المعيشة، والمتمثلة في بيئة وموارد طبيعية مستدامة تحقق الأمن المائي وتسهم في الأمن الغذائي وجودة الحياة. ومن هذه الأهداف هدف التنمية المستدامة السادس والذي يعني بضمان إتاحة المياه وخدمات الصرف الصحي، والذي يتطلب التكاتف والقيام بمزيد من الجهود لمجابهة هذه التحديات وتحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة؛ بتعظيم الاستفادة من كل قطرة للمياه، والمحافظة على أمنها، وكذلك التوسع في عمل الدراسات اللازمة لاقتصاديات وتثمين المياه، وإعادة تأهيل البنية التحتية، وتوظيف الفرص المتاحة للحفاظ عليها، والتعرف على القيمة الاجتماعية للمياه.